[ "الغنيمة" ~ saihat-star
http://www.saihat-bro.org/up/
http://www.saihat-bro.org/up/

الخميس، 11 أغسطس 2011

"الغنيمة"


"الغنيمة" تأليف : نادين جوديمر (كاتبة من جنوب أفريقيا – حاصلة على جائزة نوبل 1991) ترجمة: عصام الدين السيد نبذة عن المؤلفة: ولدت نادين جوديمر في نوفمبر 1923 في مدينة صغيرة بإقليم ترانسفال بجنوب أفريقيا ومازالت تعيش في جنوب أفريقيا حتى الآن. وبدأت الكتابة عندما كان عمرها تسع سنوات ونشرت قصتها الأولي عندما بلغت من العمر 14 عاما ولكنها لم تجتذب الكثير من الإهتمام حتي نشرت الرواية الأولي "أيام الكذب" عام 1953. وفازت بجائزة نوبل في الأداب عام 1991 وكانت المرة الأولي التي تمنح فيها الجائزة لسيدة خلال 25 عاما. ترجمة القصة: في يوم من أيام عصرنا الحالي ، حدث زلزال قوي: ولكنه في هذه المرة كان أكبر ماتم تسجيله قوة منذ إختراع مقياس ريختر والذي أتاح لنا قياس التحذيرات الغامضة. ولقد أدي هذا الزلزال إلي تغييرات واسعة النطاق ، فهذه الهزات تتسبب غالبا في إحداث فيضانات ؛ بينما هذا الزلزال الضخم أحدث فعلا عكسيا ، فقد تراجع المحيط. وانزاح الستار عن الطبقة الأكثر غموضا من عالمنا: وهو قاع البحر بما يحتويه من حطام السفن الغارقة وواجهات المنازل وأوعية دورات المياه وشاشات التلفاز وعربات البريد وأجسام طائرات وتماثيل من الرخام ومدافع كلاشينكوف والأجزاء المعدنية من حافلات السائحين وغسالات أطباق أتوماتيكية وحاسب آلي وعملات تحولت إلي أحجار. أما النظرات المذهولة فقد وضحت بين كل هذه الأشياء ؛ وكانت للسكان الذين هربوا من منازلهم المهدمة إلي التلال. وعلي الرغم أن الصرخات والإنهيارات الأرضية تسببت في رعبهم ، فقد كان يسيطر علي المكان الصمت العاري. وتلألأ زبد البحر فوق كل هذه الأشياء ؛ ومن المفترض أن الوقت لا ولم يتواجد هناك علي الإطلاق حيث أن مادية الماضي والحاضر لم يكن لها ترتيب زمني ، حيث أن الجميع كانوا شخص واحد وكانوا لاشىء. وقد هرع الجميع لأخذ كل ما يستطيعون وضع أيديهم عليه وخاصة الأشياء التي كانت تعتبر ذات قيمة في وقت ما ، ولكن ماهذا؟ حسنا ، شخصا ما يعلم ، هذا لابد أنه يخص أحد الأغنياء ، ولكنه ملكي الآن. وإذا لم تقم بسلب كل شىء هناك ، فشخص أخر سيقوم بذلك ، وزلت الأقدام وانزلقت علي العشب البحري وغرقت داخل الرمال المشبعة بالماء وفغرت نباتات البحر فمها في دهشة نتيجة لأفعالهم ، ولم يلحظ أحد عدم وجود أي أسماك ، فقد أزيلت الكائنات الحية لهذه الأرض التي تم إكتشافها مع المياه. أما الفرصة العادية التي أتيحت للمواطنين لنهب المتاجر أثناء الإنتفاضات السياسية لا يمكن مقارنتها بما حدث. ومنحت البهجة المتسمة بالعربدة كل من الرجال والسيدات وأطفالهم القوة للتخلص من كل شىء لم يرغبوا به داخل الوحل والرمال ، بالإضافة إلي الإسراع من مشيتهم المذهلة أثناء تجولهم ، وهذا كان يمثل أكثر من مجرد ربح نتيجة لظروف طارئة ، حيث كان سلب لقوة الطبيعة والتي كانوا يهربون أمامها عاجزين. خذ ، خذ ؛ واستطاعوا تناسي حطام منازلهم وفقد ممتلكاتهم هناك أثناء عمليات السلب. وقد خرقت صيحاتهم لأحدهم الأخر الصمت الذي كان يلف المكان وأثناء هذه الصيحات التي كانت تشبه صيحات طائر النورس الغائب ، لم يلتفتوا إلي قرب صوت بعيد يماثل الرياح الشديدة. وعندئذ عاد البحر مرة أخري وابتلعهم لينضموا إلي كنوزه. والكاتب يعلم هنا شيئا لا أحد غيره يعلمه ؛ ألا وهو تغير بحر الخيال. استمع الآن ، هناك شخص كان يرغب في الحصول علي شىء محدد طيلة حياته ، فهو لديه الكثير من الأشياء ، بعضها تسقط نظراته عليها بإستمرار لذا فهو مغرم بها بينما توجد أشياء أخري لا يلحظها ، متعمدا ، والتي كان لا يجب عليه إقتنائها من البداية ولكن لا مفر. يوجد مصباح جديد يستغله في القراءة ويوجد فوق مخدع رأسه رسم ياباني هوكوساي وتسمي "الموجة العظيمة" ، وهو لا يقم حقيقة بجمع الأشياء الشرقية وعلي الرغم من ذلك وإذا كانت معلقة علي الحائط الذي يواجهه ، فربما لم تشكل أكثر من جزء من الأثاث ، ولكنها كانت بعيدة عن نظره خلف رأسه لعدة سنوات. وهو رجل متقاعد ومطلق منذ فترة طويلة واختار فيلا قديمة ولكن في مكان جيد حيث تستقر فوق التلال البحرية وهو المكان الذي يستطيع من خلاله منح ظهره لمساوىء المدينة. وتقوم سيدة من القرية بالطهي وتنظيف المكان ولاتزعجه مطلقا بأي وسيلة إتصال أخري. وهذه حياة مباركة خالية من أي متعة ، خاصة وأنه اكتسب قدرا كافيا من هذا النوع من الإزعاج والمتعة وهو أحد أولئك الأشخاص الذي يسعون خلف كشف أسرار قاع البحر المتلألأ وكنوز الرمال المتفتتة. ومثل كافة السالبين الأخرين والذي لا يختلط بهم حيث لا يوجد شىء مشترك بينهم ، أسرع الرجل من شىء إلي شىء وهو يقلب بين قطع من الرسم والنحت الصيني الذي صنعه النحاتون وبراميل النبيذ الخشبية ودراجة سباق آلية وكرسي لطبيب أسنان وساقته خطواته فوق عظام آدمية متحللة لم يستطع التعرف عليها. وعلي نقيض مافعله الأخرون ، لم يؤخذ شيئا – حتي: عثر علي هذا الشىء وهو (مرآة) مزخرفة بخصلات من عشب البحر البني اللون وأصداف وشعاب مرجانية حمراء ، وكما لون أن المستحيل أصبح حقيقة ؛ فقد كان يعلم مكانها ، أسفل قاع البحر , ولهذا لم يعلم ماهيتها من قبل ولم يستطع العثور عليها. وأزيح عنها الستار نتيجة لشىء لم يحدث من قبل ، ألا وهو أكبر هزة للأرض يشهدها مقياس ريختر. وعندئذ، قام بإستخراجها ، هذا الشىء ، المرآة ، وتدفقت الرمال منها وكانت المياه هي اللمحة المضيئة الوحيدة المتبقية وسيقوم بأخذها معه ، ليتملكها أخيرا. وجاءت الموجة الكبيرة من خلف مخدع رأسه لتأخذه معها. وكان إلي جانبه بين هياكل الضحايا ، القراصنة القدامي والصيادين بالإضافة إلي الضحايا الأخرين الذين أسقطوا من الطائرات أثناء الحكم الديكتاتوري حتي لايمكن العثور عليهم داخل قاع البحر ، فمن الذي يمكنه التعرف عليهم في مكان مثل هذا؟ حيث لاتطفو زهور وردية أو قرنفلية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Twitter Facebook Digg Stumbleupon More